نظام الثانوية العامة المحوسب

في عام 1999 ، تم تكليف الاستاذ أمجد المصري من قبل الدكتور نعيم ابو الحمص وكيل وزارة التربية والتعليم العالي في ذلك الوقت بتولي مهمة رئيس لجنة حوسبة امتحان الثانوية العامة بالاضافة لمهام عمله في الادارة العامة للتقنيات التربوية ، وذلك من أجل ايجاد نظام محوسب يضمن الدقة والامن على المعلومات والسرعة في استخراج النتائج من الأف الى الياء، وقد كان المصري في ذلك الوقت يشغل منصب رئيس قسم الحاسوب بالادارة العامة للتقنيات التربوية.

كان نظام التوجيهي القديم يمر معظمه في خطوات يدوية ، مما يستهلك الكثير من الوقت لاستخراج النتائج . هذا عدا الوقت المستهلك في اعداد الاحصائيات حول نسب النجاح حسب الفروع والمباحث والمديريات والاوائل على مستوى الوطن والمديريات وغيرها، ومعالجة غير المستكملين سيما وانه في فترة اعداد وتطوير النظام اتخذت الوزارة ولأول مرة منح الراسبين في مادتين فرصة تقديم امتحان غير مستكمل فقط في تلك المادتين بدلا من اعادة كافة المباحث. 

قام المصري بالاطلاع  على نظام التوجيهي وتحليله ، واذا به نظام غاية في الدقة والتنظيم والتعقيد والسرية في نفس الوقت، فهناك تنظيم للقاعات والمراقبين وكتابة الاسئلة وتوزيعها وجمع  دفاتر الاجابات بطمس الاسماء ومراكز التصحيح، ثم لجان الفرز  والتدقيق  ، ولجنة الحاسوب ، باختصار يقوم على هذا العمل جيش كامل مقسم الى فرق وكل فرقة لها عملها الذي يتكامل مع الفرق الاخرى .

استطاع المصري من تحليل النظام المحوسب آخذا بعين الاعتبار كثيرا من العوامل أهمها عملية ادخال القاعات وتوزيعها وارقام الجلوس ، وادخال العلامات لكافة الاوراق لكل المباحث ، وعملية الفحص المزدوج آليا للتحقق من صحة الادخال واحتساب النتائج ومراعاة كل الاحتمالات والظروف مثل غير المستكملين والاستثناءات فعلى سبيل المثال  لا يفترض بطالب كفيف الامتحان بالرياضيات او الطالب غير المسلم من الامتحان في التربية الاسلامية هذا بالاضافة لتوجيهي السجون، ثم معالجات ومخرجات  تنتهي بكشوف النتائج والشهادات. وكان مصدر المعلومات الرئيسي في فهم هذا النظام المعقّد المرحوم الاستاذ مفلح الزرعي وبعض الزملاء من دائرة الامتحانات، وكثير من الوثائق والنماذج المعتمدة في حينه، وقد تم تنفيذ النظام المحوسب بالتعاون مع شركة ATS ، وبدأت رحلة طويلة وشاقة استمرت حتى نهاية عام 2002 ، قام المصري خلال تلك الفترة مع فريق العمل بمتابعة تنفيذ النظام واختباره والتحقق من معالجنه لجميع القضايا الخاصة بالامتحان منذ بدء تسجيل الطلبة للامتحان وحتى استلام النتيجة النهائية، وبعد الانتهاء من المهمة قام المصري بتسليم النظام لدائرة الامتحانات بعد تدريب طاقم الامتحانات على ادارته واستخدامه.

كلمة أخيرة : نظام الثانوية العامة في فلسطين وآلية العمل فيه تجعله من أدق الانظمة وأكثرها مصداقية وتكاد تصل نسبة الخطأ فيه الى الصفر. وهو  هوية وطنية ومعترف بها عالميا، وهو منظومة متكاملة،  وأي تغيير أو تطوير في أي جزئية فيه تستدعي دقة ومعرفة تامة بكل تفاصيله.

أمجد المصري