ثورة الحوسبة المتنقلة
نشر المقال على صحيفة دنيا الوطن في 1/3/2013 على الرابط : ثورة الحوسبة المتنقلة
أمجد احمد المصري : 20/02/2013
في ظل الانتشار السريع لأجهزة الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية ، بدأت ثورة الحوسبة المتنقلة تظهر جليّة في ضوء التنافس الساخن بين رواد هذه الثورة ، التي بدأتها شركة آبل ثم جوجل وبلاك بري وميكروسفت وغيرها . وعلى غير سابقاتها من الاجهزة، فان أجهزة الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب اللوحية جاء انتشارها من اختيار واقبال المستخدمين لتلبية احتياجتهم اليومية في مختلف نواحي الحياة العملية والاجتماعية والترفيهية في أي مكان و زمان .
وعلى اثر انطلاق هذه الثورة ، برزت تحديات مهمة أمام المهتمين من منتجي البرامج والتطبيقات، سواء تلك الموجّهة نحو الترفيه أو التعليم أو غيرها ، وأبرز هذه التحديات الاختلاف في أنظمة التشغيل التي تحملها هذه الأجهزة ، والتقنية المستخدة في كل جهاز. فكلنا يعرف نظام التشغيل الخاص بشركة آبل والمعروف بـ iOS ونظام جوجل Android ، وبلاك بيري RIM ، وميكروسوفت Windows phone … . وأصبح شائعا لدينا اسماء اجهزة جلاكسي و iphone ، ipad …. الخ .. فهناك اختلاف وتباين واضح من الناحية التقنية . ولو أمعنّا النظر لوجدنا ان هذا الاختلاف والتباين هو أمر طبيعي ومألوف ، ونتعامل مع ما يشبهه بشكل يومي، فنحن نلاحظ اختلاف في متصفحات الانترنت Browsers مثل iExplorer , Safari , Firefox وغيرها ، وتخطيا لهذه المشكلة فقد وجد منتجي المواد التعليمية المرفوعة على الانترنت من برنامج فلاش المعروف حلاّ لمشكلة التوافق بين هذه المتصفحات ، فهو يتعامل مع معظمها بشكل سهل ويسير .
في الحوسبة المتنقلة نجد ان أنظمة آبل للاجهزة المحمولة لا تتوافق مع برنامج فلاش بشكل مباشر لاسباب مختلفة مثل الحماية وتوفير الطاقة . وبنفس الوقت فانه لا يمكنك انتاج مادة تعليمية واغفال توافقها مع نظام تلك الشركة ، فأجهزة شركة آبل تملأ الاسواق ومألوفة لدى قطاع كبير من المستخدمين ، وهي من أكثر الشركات ريادة في مجال الحوسبة المتنقلة .
في الحقيقة ان هناك عدة حلول طرحت لهذا التحدي ، فمن وجهة نظر فنية متخصصة ، المبرمجين يمكنهم الاستعانة بمنظومة البرمجة الخاصة بنظام التشغيل وهي ما تعرف باسم software development kit – SDK ، حيث ان نظام ابل يعتمد على لغة C الغرضية ، وAndriod يعتمد على لغة Java ، ولكن هذا الحل غير مجدي من ناحية عملية .
إلاّ أن الحل الافضل قدمته لغة HTML5 ، والتي تعتبر أداة معيارية في انتاج برمجيات وتطبيقات الحوسبة المتنقلة ، ولا اريد التوسع في ميزات هذه اللغة ، ولكنها باختصار تكسب التطبيق سهولة في التفاعلية والحركة ، وتوافقية مع معظم الاجهزة وانظمة تشغيلها وتعمل تحت متصفحات الاجهزة المحمولة الذكية واللوحية. وبعد تجربتي لاحد منتجات شركة امباراكاديرو (بورلاند سابقا ) خلال عام 2012، في بناء برمجيات للحواسيب المحمولة واللوحية بلغة HTML5 ، لم أعد أتصّور ان هناك مشكلة تواجه المبرمج في بناء تطبيقات الاجهزة النقّالة .
وهذا ليس حصرا عى تلك الشركة، فهناك كثير من شركات تطوير البرمجيات انتجت أدوات لتسهيل عملية انتاج تطبيقات باستخدام هذه اللغة موجّهة للتعامل مع مختلف المنصّات وأنظمة التشغيل للاجهزة اللوحية والمحمولة.
من الناحية الفنّية لا نرى مشكلة للمتخصصين في علم الحاسوب ، أما في عملية توظيف الاجهزة المحمولة واللوحية في العمليّة التعليمية ، تظهر تحديات من نوع آخر وهي انتاج المواد التعليمية من أشخاص تربويين وغير متخصصين في البرمجة ونشرها وتوصيلها الكترونيا للطلبة ، هنا يدور الحديث عن المعلّم، أي الشخص المتوقع ان يقوم بانتاج المواد التعليمية .
الشيء المطمئن أن المعلّم لن يواجه مشكلة في هذه القضية ، خاصة بعد انتشار أدوات متخصصة لانتاج مواد تعليمية منها ما هو مجاني او مدفوع الثمن ،والمعروفة باسم “Elearning Authoring Tools ، هذه الادوات مخصصة لانتاج مواد تعليمية واختبارات ومزودة بما يلزم المستخدم من وسائل لتلبية احتياجه ، أذكر منها Captivate5.5 ،Lectora Inspire ، mLearning Studio وغيرها ، هذه الادوات تعفي المستخدم من معرفة لغة HTML5 وهي تتولى تحويل ما ينتجه الى هذه اللغة دون تدخّل .
وبامكان المستخدم العادي ان يجيد العمل على هذه الأدوات بمجرد قراءة دليل الاستخدام او بعد الارشادات والتدريب البسيط . ولكن يشترط في المعلم ان يكون مستخدما جيدا للحاسوب والانترنت من ناحية، ومن ناحية أخرى لديه معرفة في تصميم الحصص والتخطيط لها ووضع السيناريو لما ستكون عليه المادة التعليمية المزمع حوسبتها وتوصيلها للمستخدمين. ولا مانع ان يستعين بأحد المتخصصين اذا لزم الامر .
ومن ميزات هذه الادوات انها تقوم بمساعدة المستخدم لانتاج المواد التعليمية المتوافقة مع SCORM والذي يعتبر اكثر المعايير شيوعا لتبادل البيانات بين المواد التعليمية المنتجة وأدارة نظام التعلّم. وتكون المواد المنتجة جاهزة للرفع على نظام ادارة التعلّم فور انجازها وحسب الصلاحيات الممنوحة .
نظام ادارة التعلّم Learning Management System ، يشكل حلقة الاتصال بين المنتجين والمستخدمين ومن خلاله تتم ادارة العملية وتصنيف المواد وتتبع المستفيدين . ويمكن بناؤه باستخدام احد حزم برمجيات المصدر المفتوح المخصصة لهذا الغرض وهي كثيرة ومتوفرة بشكل مجاني ، ,وتتباين نظم ادارة التعلّم عن بعضها في الميّزات ، وعند اختيار أي منها يجدر الاخذ بعين الاعتبار توفر الامور التالية :
1- سهولة التعامل مع واجهة النظام التي يتصل بها المتعلم .
2- ادارة المستخدمين وتحديد الصلاحيات .
3- القابلية للتطوّر باضافة مكونات ووحدات اضافية له عند الحاجة Modules.
4- يوفر بيئة للتواصل مع المستخدمين وتوفير الدعم والاجابة على الاستفسارات الكترونيا .
5- التوافق مع معيار SCORM باصداراته المختلفة .
6- سهولة رفع المواد وتصنيفها وتبويبها.
7- سهولة الحصول على التقارير .