العرب من المحيط الى الخليج بمفكريهم وعلمائهم ومثقفيهم وحملة الشهادات العليا ومن يدعون أنهم خبراء ومستشارين تربويين عجزوا عن انتاج نظرية واحدة في التعلّم ، ويروّجون لنظريات مستوردة وذات قوالب جاهزة (نسخ لصق) وضعت منذ عقود مضت ويقدمونها على انها هي العصا السحرية التي ستنقذ التعليم في بلادنا .. هؤلاء الخبراء ينسخون ويلصقون ويطالبون المتعلمين بالتفكير والابداع!!!!! علما يأن ما يتناولونه من النظريات المستوردة لا تقدم اسرار العلم والتكنولوجيا للمتعلمين، فلم نشاهد اي من الدول العربية التي تتبنى تطبيق تلك النظريات اخترعت إبرة أو إطار سيارة.
في بلادنا كثيرة تلك المؤتمرات والمقالات والابحاث والمبادرات الموجّة نحو تحسين التعليم ، وهي جيدة ومتعوب عليها ومنتقاة ، ترسم في مخيلة المستمع او القارئ صورة نموذجية واشراقة مستقبلية لتعليم متميّز ، الحديث عن تلك النظريات ، وطرق وآليات مبتكرة في التعليم وادخال الذكاء الصناعي والتكنولوجيا الحديثة … ومع ذلك فالتعليم في تراجع ، لان العملية تشبه من يرسم لك منزلا فخما ويعرضه لك برسم مبهر ثلاثي الابعاد ، وبعد الانتهاء من العرض ، تتذكر انه ليس لك ارضا لتبني عليها ولا مالا تستطيع به بناء ذلك المنزل.
الذين ينظمون ويشاركون ويحضرون تلك المؤتمرات يعرفون جيدا وضع المعلم وجاهزية المدارس والامكانيات المتوفرة ، فمهما زينوا من الصور الوردية يبقى العمل ضمن الامكانات المتاحة سيد الموقف ، وفي النهاية يفيق الحضور عندما تعج القاعات بالتصفيق، واثناء تناولهم أشهى المأكولات والحلويات والفواكه يتبادلون الثناء على حسن التنظيم للحدث، ثم يهرعون مسرعين للحاق بساراتهم التي ستعود بهم لمنازلهم .