هل نحن فعلا شعب متخلف?

أمجد المصري – نوفمبر 2020 .

حتى اختصر الاجابة : لا  ، فبلاد فيها جامعات ومدارس ومستشفيات واطباء ومعلمين وحملة شهادات واصحاب مهن وموظفين ورجال اعمال ليست شعوب متخلفة ، ولكن ما الذي يدفعنا لوصف انفسنا بعبارة (شعب متخلف) ثم تكون حجتنا في ذلك أننا لا نرى مثل هذا التخلّف في الغرب!

الحقيقة اننا نردد عبارة (نحن شعب متخلف) غالبا عند ملاحظتنا اعتداءات على حقوق ومصالح عامة ولا يمكننا المواجهة، فنهرب منها بهذه العبارة بعموميتها حتى لا نصطدم مع مرتكب الخطأ وحتى لا نقول له في وجهه انت متخلّف. تتمثل هذه الاعتداءات يوميا من مخالفات المرور والاستهتار بقوانينه مثل الركن في الممنوع والسير ضد حركة المرور ، او التجاوز الخاطئ والسرعة الزائدة ، التعديات على الارصفة والشوارع ، القاء القمامة في غير مكانها ، الغش في البضاعة المباعة والاستغلال وترويج البضائع الفاسدة وحتى المحسوبيات وفساد المتنفذين في المناصب العليا ، نشاهد هذه المواقف باستمرار ولكن لا نجرؤ على القول لمرتكب المخالفة او المعتدي أنت معتدي او مخالف.

في غياب الوازع الديني والرقابة الذاتية يكون القانون الصارم والانظمة الرقابية هي المسؤولة عن ضبط سلوك الافراد، وما نشاهده في الغرب ونقارن به مجتمعاتنا ليس لان افراد المجتمع هناك على مستوى اكثر من المعرفة او الاخلاق والقيم، ولكنهم وجدوا قانونا ضابطا وصارما وجهات رقابية جعلتهم يحسبون الف حساب في حال اعتدائهم على المصلحة العامة، فصار الانضباط والالتزام نمط سلوكي عندهم، فشوارعهم اصبحت نظيفة حتى ان بعض الدول اصبحت تلزمهم بفصل النفايات. في بلادنا العقوبات الشكلية والخجولة لن تأتي بحل جذري للمشكلة، ورغم ان العقوبات ليست الهدف بحد ذاتها الا انها اداة فعالة لوقف المتطاولين وردعهم.

خلاصة الحديث: الاصح ان نقول لدينا نظام وقانون مقصّر شجّع المستهترين على الاعتداء على المصالح العامة، وكما يقال من أمِن العقوبة أساء الادب. ودمتم سالمين.

امجد المصري